الدرس الثالث والثلاثون: دلالات الألفاظ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ».
اختلف العلماء في حكم الوضوء لصلاة الجنازة هل يجب أو لا يجب على ضوء فهمك للدرس استدل بالحديث لأحد القولين مبيناً وجه الدلالة منه على ما تقول.
في الحديث نكرة في سياق النفي فتفيد العموم، فيكون معنى الحديث لا تقبل أي صلاة كانت إذا أحدث صاحبها حتى يتوضأ، فتشمل صلاة الفرائض والجنازة وغيرها.
أ- قام الرجال.
نستفيد من هذه العبارة من حيث العموم: لفظ الرجال مستغرق لكل الرجال فهو معرف بأل المفيد للاستغراق.
قام الرجال إلا محمد.
نستفيد من هذه العبارة من حيث الخصوص: استثناء محمد من عموم الرجال الذين قاموا.
ب- اكتب أي عبارة بصيغة من صيغ العموم التي درست:
خرج الطلاب.
خصص هذه العبارة بأي نوع من أنواع التخصيص التي درست:
خرج الطلاب إلا علي.
ما الذي نستفيده من هذه العبارة من حيث العموم والخصوص؟
في المثال الأول عموم أفاد خروج جميع الطلاب، ثم استثنى في المثال الثاني علياً من الخروج.
ج- تأمل الأدلة الآتية وبين ما فيها من الخصوص والعموم:
1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين).
(كل ذنب) لفظ يفيد العموم، فيغفر للشهيد كل ذنب، ثم استثنى من ذلك الدين (إلا الدين) فخصص العام بالاستثناء بإلا.
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله،
ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة».
في الحديث الأول عموم دل عليه اسم الموصول في (ما يقول المؤذن)، ثم خصص في الحديث الثاني بألفاظ الأذان.
من المسائل التي تدرس في باب دلالات الألفاظ؛ المطلق والمقيد؛ فماذا تفهم من هاتين الكلمتين؟
- المطلق هو: ما دل على الحقيقة بلا قيد.
- المقيد هو: ما دل على الحقيقة بقيد.
قال لك صديق: خذ هذه المئة ريال وتصدق بها على أحد الفقراء.
قال لك آخر: خذ هذه المئة ريال وتصدق بها على أحد الفقراء من المكفوفين.
ما الفرق بين العبارتين؟
في المثال لو تصدق على أي فقير جاز، وفي المثال الثاني قيده بفقير سعودي.
ماذا يترتب على هذا الفرق؟
في المثال الأول يجوز التصدق على أي فقير، أما في المثال الثاني لا يجوز التصدق إلا على الفقير السعودي.
أي العبارتين مطلقة وأيها مقيدة؟
العبارة الأولى مطلقة، والعبارة الثانية مقيدة.
ما القيد الذي تميزت به العبارة المقيدة؟
كون الفقير سعودي.
أ-تأمل في تعريف المطلق والمقيد، ثم استنتج لماذا أوردنا العبارتين الآتيتين فيهما:
1- (بلا قيد): لأن المطلق يكون خالياً من أي قيد أو إلزام.
2- (بقيد): أما المقيد فيكون مقيداً أو مرتبطاً بشرط قيده عن الإطلاق.
ب- ميز الألفاظ المطلقة من المقيدة فيما يأتي ثم قم بتقييد المطلق وإطلاق المقيد حسب الجدول الآتي:
(رجل - سيارة جديدة - بيت صغير- مسلم - رجل مسلم - امرأة - امرأة جميلة - حصان - بقرة سوداء - عالم - إنسان مستقيم -
مؤمن قوي - فارس - سيارة - ريال سعودي - دينار كويتي).
المطلق من الكلمات | تقييده | المقيد من الكلمات | إطلاقه |
رجل | رجل كريم | بيت صغير | بيت |
سيارة | سيارة حديثة | رجل مسلم | رجل |
مسلم | مسلم ملتزم | امرأة جميلة | امرأة |
امرأة | امرأة صالحة | بقرة سوداء | بقرة |
حصان | حصان أصيل | إنسان مستقيم | انسان |
عالم | عالم الطيور | مؤمن قوي | مؤمن |
فارس | فارس شجاع | ريال سعودي | ريال |
دينار كويتي | دينار |
النص المطلق | الكلمة المطلقة منه | النص المقيد | الكلمة المقيدة منه |
(فتحرير رقبة من قبل أن يتماشا) | رقبة | (ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة) | رقبة مؤمنة |
إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة | بقرة | بقرة صفراء إنها فاقع لونها تسر الناظرين | بقرة صفراء |
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير | الدم | إلا أن يكون ميتةً دماً مسفوحاً | دما مسفوحاً |
وضح كيف حصل التقييد بعد الإطلاق في الأمثلة السابقة:
في المثال الأول: قوله تعالى: «رقبة» مطلقة غير مقيدة بشيء فعلى إطلاق هذه الآية لو أعتقت رقبة مسلمة أو كافرة صح منك العمل بالآية على إطلاقها لأن هذا الإطلاق يعم هذا الفرد المذكور بأي وصف من أوصافه وفي الآية الثانية قال تعالى: «رقبة مؤمنة» فوصف الرقبة بالإيمان وهذا تقييد لها فوجب أن تكون الرقبة المعتقة مؤمنة.
في المثال الثاني:
قوله تعالى (بقرة) مطلقة غير مقيدة بشيء فلو ذبحوا أي بقرة لصح ثم قيد ببقرة صفراء فوجب ذبح بقرة صفراء.
في المثال الثالث:
قال تعالى (الدم) مطلق فحرم أي دم كان ثم قيد بالدم المسفوح.
النقاشات